الأمسية الثانية عشرة لواحة أمير الشعراء: احتفاء بالإنسان الحق وتكريم للدكتور عصام شرف  بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

 

 

 

المقدمة:

في أمسية استثنائية اتسمت بالعمق الفكري والوجداني، احتفت واحة أمير الشعراء للشعراء المحافظين في نسختها الثانية عشرة بـ”الإنسان الحق.. رحلة ارتقاء”، تحت رعاية دولة رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف. جاءت الأمسية -التي أدارتها بمهارة الإعلامية الدكتورة جيهان الريدي- لتجسد حواراً راقياً بين الشعر والقيم، وبين الأصالة والمعاصرة، في إطار من الوفاء للراحل الكبير الدكتور صابر عبد الدايم.

تجديد الشعر مع الحفاظ على الأصالة:

في كلمة الواحة التي أعدها الشاعر أحمد فخر الدين وألقاها الشاعر خالد سعد فيصل، تم التأكيد على منهج الواحة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث قال: “إن واحة أمير الشعراء للشعراء المحافظين تعد مثالاً حياً واقعياً للتجديد في الشعر العربي مع الحفاظ على الشكل العمودي”. مشيراً إلى أن التجديد لا يعني كسر القوالب القديمة، بل تجديد الروح والمعنى داخل الشكل الموروث.

عصام شرف: العالم والإنسان:

قدم المهندس علي جبل سيرة ذاتية مكثفة للدكتور عصام شرف، مسلطاً الضوء على مسيرته الأكاديمية المتميزة كأستاذ لهندسة الطرق، وخبرته الدولية الواسعة، وجوائزه العلمية المرموقة، مما يوضح كيف يجمع الرجل بين العمق الأكاديمي والحكمة السياسية.

محاضرة “رومانسية الوطن”: رؤية إنسانية فريدة:

في محاضرته التي أثارت الوجدان وأعادت الأمل، قدم الدكتور عصام شرف رؤيته تحت عنوان “حالة أكتوبر رومانسية وطن”، مؤكداً أن “القيم العليا لا تموت”، ومفرقاً بين الحب والرومانسية بأن “الحب بين طرفين بينما الرومانسية قد تكون من طرف واحد”. وقد استشهد بنماذج شعبية من أيام الحرب ليؤكد أن “رومانسية الوطن تتجلى في التضحية بلا مقابل”.

تأثير المحاضرة وردود الأفعال:

عبّرت الدكتورة جيهان الريدي عن تأثير المحاضرة قائلة: “لقد أدخلنا الدكتور عصام شرف في حالة رومانسية.. رومانسية وطن”. بينما قالت الشاعرة الدكتورة عبير زكريا: “الصورة تحتاج إلى رسام والسمفونية تحتاج إلى مايسترو”، داعيةً أن يكون كل فرد “مايسترو في مكانه”.

القيم الإنسانية في قصائد الشعراء:

تفاعل شعراء الواحة مع أجواء الأمسية، فتناولت قصائدهم القيم الإنسانية السامية، والدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والهموم القومية، حيث قدموا نماذج شعرية رصينة جمعت بين متانة السبك وجمال التعبير، مثل قصائد الشاعر الدكتور أحمد عيد، والشاعرة عبير طلعت، والشاعر الدكتور كمال نصر الدين، وغيرهم من الشعراء الذين قدموا إبداعات متنوعة.

الخاتمة:

كانت الأمسية الثانية عشرة لواحة أمير الشعراء تجسيداً حياً للقيم الإنسانية الراقية، وجسراً للتواصل بين تراثنا الأصيل ومعطيات العصر الحديث. وقد نجحت في تقديم نموذج متميز للفعاليات الثقافية التي تثري العقل والروح، وتعيد إحياء القيم النبيلة في مجتمعنا، مما يجعلها تستحق أن تكون علامة مضيئة في مسيرة الحركة الثقافية العربية.

كلمة أخيرة:

كما قال الشاعر خالد سعد فيصل في ختام كلمته:

مِنَ القَواعِدِ أَعلَوْا شِعرَهُم سَمِقَا

مِنَ العَرُوضِ ، ومِنْ أَنْغَامِ مَنْ سَبَقا

فهكذا تبقى واحة أمير الشعراء منارة للشعر الأصيل، وجسراً للتواصل بين الأجيال، وحافظة للقيم الإنسانية في زمن تكاد تضيع فيه المعاني السامية.

كاتب الدراسة:

السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية

عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر

عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر

E-mail: [email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى