لايف للإغاثة والتنمية في اليوم العالمي لحقوق الطفل عادل الجرادي مصر على خطّ الإنسانية باستجابة متواصلة للاجئين رغم الضغوط المتواصلة
يواجه الأطفال في مصر تحديات إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة تؤثر على حياتهم اليومية وصحتهم وتعليمهم، حيث الأطفال نسبة كبيرة من سكان مصر، إذ يبلغ عددهم 40 مليون طفل، ويشكلون نحو 36.8٪ من إجمالي السكان وفقاً لإحصاءات بداية 2025، إذ تشير تقارير اليونيسف إلى أن حوالي 30٪ من المصريين يعيشون في فقر، بما في ذلك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من حرمان متعدد الجوانب يشمل التغذية والتعليم والحماية من العنف والسكن الآمن.
كما يعيش أكثر من 473 مليون طفل حول العالم (طفل من كل ستة أطفال في العالم) في مناطق متأثرة بالحروب، ففي نهاية العام الماضي تم توثيق حوالي 41 ألف انتهاكاً خطيراً لحقوق الأطفال في النزاعات مثل القتل أو التعذيب، الهجوم على المدارس أو المستشفيات، تجنيد الأطفال وغير ذلك، وهذا أعلى عدد تم تسجيله منذ بدء رصد انتهاكات الأطفال في النزاعات المسلحة، كما أن هناك أكثر من 1 مليار طفل (أي نصف أطفال العالم) يعيشون في بلدان تعاني من مخاطر التغير المناخي، مثل الجفاف، الفيضانات، العواصف، التلوث، مما يهدد أمنهم الغذائي والمائي.
ليسوا أرقاماً.. بل احتياج إنساني عاجل
في اليوم العالمي لحقوق الطفل تواصلنا مع د. عبد الوهاب علاونة المدير الإقليمي في الشرق الأوسط لمؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development والذي يوضح معاناة الأطفال حول العالم قائلاً: ” نعمل على رصد أوضاع الأطفال المحتاجين في 60 دولة حول العالم على مدار 33 عاماً مضت، فنحن نتكلم الآن عن حوالي 49 مليون طفل نازح، والحروب للأسف هي سبب 80٪ من جميع هذه الأزمات، كما أن هناك 118 مليون طفل يعانون من الجوع القارص، من بينهم 63 مليون طفل في مناطق الحروب، و19 مليون هم لاجئون في مخيمات النزوح في دول غير بلادهم، وهؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقاماً، بل نحن نواجه كوارث إنسانية، فقد أعلنت اليونيسيف رسمياً أن العام 2024 كان من أسوأ السنوات للأطفال في مناطق النزاع، وقد تكون تقارير هذا العام أكثر قسوة!
وعن دور لايف في تخفيف معاناة الأطفال يضيف قائلاً: ” لايف تعمل على كفالة حوالي 13,000 يتيم في 22 دولة حول العالم، حيث ندعمهم بالغذاء والملبس والدعم التعليمي والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات، كما تعمل لايف على دعم سبل عودة الطلاب لصفوفهم الدراسية في الدول النامية والفيرة، وتقدم أيضاً سبل الرعاية النفسية والدعم من خلال حفلات الأيتام والهدايا الموسمية لمئات من دور الأيتام حول العالم، وهذا يعتبر تعد من أكثر الوسائل الفعّالة لتمكين الأطفال والمجتمعات من الخروج من دائرة الفقر حيث نركز على تغيير حياة الأطفال لصناعة قادة المستقبل بهذا الدعم العاطفي والنفسي لبناء روابط عالمية، ومنح الأطفال والمجتمعات الأمل في التعايش”.
الأطفال اللاجئين في أحضان مصر … دعم ورعاية
ويتفق معه الأستاذ مصطفى محمود منسق مكتب لايف في مصر قائلاً: ” نحن نواجه أوضاعاً إنسانية بحاجة للتدخل المستمر في مصر، حيث يعاني 6.5٪ من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية أو السمنة المفرطة، كما نواجه الفجوات في الخدمات الصحية المتخصصة للأطفال، خاصة في المناطق الريفية والنائية، ما يزيد من المخاطر الصحية عليهم.
وقطاع التعليم يشهد تفاوتًا كبيرًا في مستوى الخدمات والفرص، كما أن كثافة الفصول الدراسية في الحضانة تصل إلى 30 تلميذًا/فصل، وفي المرحلة الابتدائية بين 39-46 تلميذًا/فصل، ما يضع ضغطًا إضافيًا على جودة التعليم، هذا إلى جانب التسرب من التعليم بسبب الفقر واليتم، كما بلغ عدد دور الرعاية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية 438 داراً، مع حوالي 8,840 طفلًا مستفيدين منها.
وفيما يخص الأمن الغذائي، أشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن 49٪ من الأسر تفتقر إلى وصول كافٍ للغذاء الملائم، ويعاني الأطفال من فقر غذائي متعدد الأبعاد، مما يعيق حصولهم على وجبات صحية ومغذية ويزيد من تعرضهم للمضاعفات الصحية.
ولهذا تعمل لايف على برامج كفالة الأيتام في صعيد مصر بشكله المتكامل، كما نعمل على دعم اللاجئين من خلال توفير ما يحتاجه الأطفال والأيتام من مستلزمات الإيواء، وملابس شتوية ثقيلة، ومستلزمات التدفئة، كما تواجدنا معهم خلال المواسم لإعانتهم على انضمامهم لصفوفهم الدراسية وتوفير الأدوات المدرسية والملابس، ومنحهم الحب والسعادة خلال مواسم رمضان والأعياد، كما نقيم الحفلات السنوية لنخفف عنهم بعضاً من الخوف والمعاناة، كما نكثف أنشطة الدعم النفسي من خلال توفير متخصصين يساعدون الأمهات على العبور بالأطفال من الصدمات النفسية وآثار الفقد والحرب، فمصر تحتضن ما يقارب 387 ألف طفل لاجئ وفقاً لإحصاءات هذا العام، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية التي يحتاجون إليها.
قصص نجاح … من عمق مصر
فادي طفل سوري تمكن في مصر من متابعة حلمه بدراسة هندسة الكمبيوتر والتخرج بدرجة امتياز، رغم صعوبات البداية وفقدان الأمن في وطنه.
وهناك بشير، لاجئ سوري آخر، اضطر لترك بلده والعمل لتأمين حياة كريمة له ولعائلته، فاستطاع تأسيس متجر للحلويات في الجيزة بعد صعوبات مالية واجتماعية كبيرة، مستخدمًا مهاراته لتعزيز دخله وتقديم نموذج للأمل والصمود.
كما يروي الأطفال من غزة قصصًا مؤثرة عن النزوح والعيش في بيئات مؤقتة وغير مستقرة، حيث أسست بعض النساء مدارس غير رسمية داخل الشقق لتعليم أطفالهن وأطفال اللاجئين الآخرين، رغم غياب الاعتراف الرسمي بهذه الجهود التعليمية.
وفي الإسكندرية، هناك سامي، الطفل اللاجئ من جنوب السودان، الذي ترك عائلته خلفه وسعى في مصر إلى الاستمرار في التعليم والعمل من أجل بناء مستقبل أفضل.







