أحكام صلاة العيد وكيفية أداءها بالمنزل في زمن الكورونا

للشيخ/ علي سمير حمدان
واعظ بالأزهر الشريف
منطقة وعظ السويس الأزهرية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …. وبعد ….
شرع الإسلام صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة الصلاة الأولى في 1 شوال من كل عام والثانية في 10 ذو الحجة من كل عام، وهي: فرض كفاية عند الحنابلة، والإمامية ، وسنة مؤكدة عند المالكية،والشافعية؛ وواجبة عند الحنفية،وتكون الصلاة في صباح أول أيام عيدي الأضحى والفطر، وثبت في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واظب عليها، وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها، وصلاة العيد ركعتان، يشرع فيها التكبير، وبعدها خطبتان ، كما سنرى
وقت صلاة عيد الفطر المبارك :
يكون في صباح أول أيام شهر شوال ، يدخل وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وحدده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها بزوال الشمس.
گيفيتها :
اولآ تصلى ركعتي العيد في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام
«عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة: سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها» رواه أحمد وابن ماجه. وقال أحمد: أنا أذهب إلى هذا.
وفي رواية: «قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما». رواه أبو داود والدارقطني.
وبعد الصلاة تكون خطبة العيد فمن أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. رواه البخاري ومسلم
ومما يدلّ على أن الخطبة بعد الصلاة حديث أبي سعيد قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ – وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ – فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقُلْتُ لَهُ غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ !!
فَقَالَ : أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ.
فَقُلْتُ : مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لا أَعْلَمُ.
فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ ” رواه البخاري.
هل تجوز صلاة العيد في البيت ؟!
صلاة العيد على الأرجح سنة مؤكدة للرجال والنساء، ويجوز فعلها في جماعة وبغير جماعة، والأولى أداؤها في الجماعة، ومن فاتته فله أن يصليها في بيته، قال الرملي في نهاية المحتاج: والمراد أنه يستحب الجماعة فيها وأنها لا تجب اتفاقاً…
وبناء عليه فلك أن تؤدي صلاة العيد في بيتك وحدك، ولا خطبة إلا إذا كانت معك جماعة.
وقياسا على ذلك يجوز صلاة العيد في المنزل في حال الاضطرار والوباء الشديد لأن من أعظم مقاصد الشرع هو حفظ النفس
والله أعلم …
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين