ذكرى عبدالحليم تجدد أشواق المصريين والعرب لأسطورة الغناء

حديث متجدد ولكنه لا ينقطع، تواصل اليوم الثلاثاء في الأوساط المصرية والعربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن تأثيرات العندليب عبدالحليم حافظ في المزاج الموسيقي المصري العابرة للأجيال، وشخصيته الأيقونة التي سكنت قلوب الجماهير من المحيط إلى الخليج، وذلك تزامنا مع الذكرى الـ 44 لرحيله، في مثل هذا اليوم 30 مارس، من عام 1977م.

الكاتب توماس جورجسيان شارك هذا المقطع من كتابات الأستاذة الكبيرة سناء البيسي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يقول: بعد رحيل حليم (30 مارس ١٩٧٧) بأيام كتبت سناء البيسي هذه السطور: «نبتدى منين الحكاية. زمان التقيت بأمال فهمى على ناصية برنامجها الإذاعى وسألتني، فأجبت بأحلامى التى كانت تلمع فوق قمم شاهقة وترتكن بسؤالها التقليدى «تحبى تسمعى أيه؟»، فجاءت رغبتى الفورية التى أفصحت عن موقعى فى مركز دوامة الحب.. أغنية « حبك نار» لعبدالحليم..

وبهذا التصريح العلنى اكتشفت العائلة درجة حرارة قصتي، كان دومًا صوت عبدالحليم يعايش نبض أحاسيس جيلنا، شاب من بين صفوفنا تخطانا بموهبته ليغنى لنا فيبكينا ويشجينا ويسعدنا، عندما أجمع الآن وقع صوره وأنغام صوته فى الرؤية أمامي أجدها تفيض على جوانب تذكري كثيرًا.. سار بجوار سور الحديقة يده تنادي يد حبيبته وعندما تلحقه في الموعد تستقر الأصابع فى الراحة ويسيران فى الصحراء فى فيلم الوسادة الخالية ليداعبها «مشغول وحياتك».. ونسير فى الطريق بأصابع متشابكة.. وتدوى صفعة من يد عماد حمدى على وجهه فى فيلم الخطايا فنلتاع عليه.. حتى ولو كان الأمر تمثيلا.

كان حلم الأنوثة رجلا فارعا بأكتاف مصارع وعنف كاوبوي، وتسلل عبدالحليم ليهذب الحلم، فأصبح البطل إنسانا عاديا، نجده حولنا وجهه شاحب وسحره لا يكمن فى عضلاته. بل لقد أثرى مظهر حليم حب المرأة بعاطفة الأمومة لتحتوى رجلها كطفل يحتاج منها الكثير.. ولهذا كان انبهارنا وقتيا بالأصوات الخارجة من أجسام جهورية، فما تكاد تشدنا حتى يتدفق صوت عبدالحليم من جسده النحيل نهرع لهفة إليه بمشاعر أم انشغلت عن وليدها لحظات بالنظر إلى صفحة من مجلة موضة زائلة، ويغمض عينيه وهو يردد مقاطع الغناء وأتعجب.. وبعدها اكتشف أننا نرى أبعادا أخرى عندما لا يحددنا الواقع، واستدار يقود الفرقة الموسيقية وقلنا استعراضا دخيلا على مهمة المؤدي، ولكن إصراره جعل حركته جزءا من إطار أغانيه، وأصبحنا نصم بالتقليد كل من يحاول محاكاته ولا نهضمه، وعندما أبدى انزعاجه بصوت عال فى العام الماضى فى حفل صاحبه هرج غضبنا عليه ومنه لأننا اعتدنا من الأبن الغالى أن يمنح فقط ولا يطلب حتى ولو كان طلبه هو الآخر عطاء لنا. بحسن الاستماع إليه».

وتستكمل البيسي: «عبدالحليم حافظ .. يا ابن قرية الحلوات.. يا من تفجرت على أرض النيل بوفاتك ينابيع حزن..حليم .. يا من عشنا أجمل عمر فى أغانيك الجميلة ..حليم لقد أمتعتنا بأعذب شجن».

الدكتور حاتم حافظ، الأستاذ بأكاديمية الفنون، ومقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة كتب عبر حسابه على “فيس بوك”: ٤٤ سنة على غياب حليم، لكن ٧١ سنة على بداية الحضور الطاغي والمستمر لفنان توفى عن عمر ٤٨ سنة بس لكن قدر يحافظ على تصدره الغناء المصري محليًا وعربيًا حتى الآن”.

وزير الرياضة السابق خالد عبدالعزيز، كتب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “فى ذكرى رحيل عبد الحليم ٣٠ مارس ١٩٧٧، عاش الفن حضارة لأمة يبنيها الفنان، يروي حياتها بغنوة بكلمة بصورة بروح وإيمان، عاش عبدالحليم حافظ”.

زر الذهاب إلى الأعلى