عبر معبر رفح المصري ولمواجه المنخفض الجوي: لايف للإغاثة والتنمية تمد جسراً بالطعام وخيام الإيواء ومستلزمات الشتاء العاجلة

 

تقرير عادل الجرادي

هذا الشتاء تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تحوّلت مخيمات الإيواء إلى برك من المياه والطين، فيما تفتقر آلاف العائلات لأي وسيلة للتدفئة أو الحماية، فالخيام المشققة والبيوت المدمرة لا تقوى على صدّ الأمطار الغزيرة أو الرياح العاتية، ما أدى إلى غرق متعلقات الأسر وحرمان الأطفال والمرضى وكبار السن من الحد الأدنى من الأمان الإنساني..

 

 

وفي ظل البرد القارس ونقص الوقود وغياب الملاجئ المناسبة، يقف النازحون أمام كارثة مضاعفة؛ فأن نجوا من القصف، يواجهون خطر المرض والموت بسبب قسوة الطقس وانعدام مقومات الحياة.
المؤسسات الإغاثية تواجه تحديات كبيرة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية حيث تقول فيكي روب مدير البرامج الدولية بمؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development والتي تعمل في فلسطين منذ عام 2002: ” نحن نتكلم الآن مليون ونصف نازح في خطر، منهم 180,000 مصاب يحتاجون إلى 400,000 عملية جراحية، ودمار للبنية التحتية بلغ 53 مليار دولار، ونسبة 91% لانعدام الأمن الغذائي، و53,000 مريض مزمن.

 

 

 

هذا الأرقام توضح حجم التحديات لتلبية الاحتياجات الإغاثية العاجلة، خاصة مع عدم السماح لتدفق الإغاثة، وتحدي إيصال المساعدات لكافة المحتاجين مع هذه الأمطار ومع دمار الطريق، كمت إن الاقتراب من الخط الأصفر والذي يتواجد فيه الجنود يشكل خطراً كبيراً”.

توفير خيام الإيواء مناسبة لهذا المنخفض الشتوي
ويضيف عمر ممدوح مدير قسم المشروعات التنفيذية: “عملنا الاستعداد المسبق للمساهمة في تدفق المساعدات العاجلة من الإيواء والغذاء والماء والأدوية والاحتياجات الشخصية للقطاع، وفريقنا في غزة بدأ فعلياً في تنفيذ مشروعنا التاسع لمخيمات “لايف” على الأرض بعد وصول الخيام إلى القطاع وبدء تثبيتها على ارتفاع عالي، حيث نعمل الان على تسكين 15,000 أسرة نازحة جديدة ما زالت في العراء مع دخول هذا الشتاء، وهي خيام عازلة للماء والبرد والرطوبة، وحتى في فصل الصيف تكون عازلة لحرارة الشمس، حيث كانت مصنوعة من مادة PVC والتي حمت أكثر من 29,000 أسرة من الاحتراق خلال القصف ليلاً السنوات الماضية.
نحن لا نتحدث عن أرقام، بل عن رضّع يموتون برداً وجوعاً، وأمهات يشاهدن أطفالهن يذبلون أمام أعينهن، وعائلات تبحث في الركام عن لقمة، فإذا لم تصل المساعدات دون قيود إلى غزة الآن، فستتحول هذه المأساة إلى وصمة عار لا تُمحى على ضمير الإنسانية.
واجهنا تحديات صعبة وتعاملنا معها بخبرتنا السابقة، فنحن لسنا حديثي عهد بالعمل الإغاثي في غزة، واجهنا الموافقات الخاصة بالأصناف، مثل مواصفات الخيام التي أخضعناها للمواصفات المطلوبة، في حين عانت بعض المؤسسات التي تُجهز خيامها وتمنع دخولها على المعابر، فالخيام أنواع ومقاسات ، فمنها خيام أفراد وخيام النقاط الطبية، وخيام المستشفيات لاستقبال المرضى والخيام التعليمية، وننتظر حالياً الموافقة على البيوت المتنقلة أيضاً، لكن بند الايواء من المراتب والبطانيات وغيرها تدخل بشاحنات ” لايف” من مصر بدون أي عقبات، في حين أن السلال الغذائية تدخل عبر الأردن.
الجاهزية وسرعة المرور عبر المعابر
وعن سبل توفير المساعدات بشكل مستمر يوضح قائلاً: “المواد الغذائية التي كانت تُمنع للمؤسسات نقوم بشرائها بسعر مخفض من التجار وتوزيعها على الأكثر استحقاقية حيث لم ندخر جهد في الوصول لهم رغم المخاضر، حيث استخدمنا الحيوانات ومشي فريقنا على الأرجل لمسافات طويلة.
وتتميز “لايف” بالجاهزية المسبقة، ففور فتح المعابر كانت قافلات الخيام جاهزة، كما أننا جهزنا المخازن اللوجستية في مصر مستعدة لزيادة تدفق المساعدات، كما نوفر الماء فالشاحنة الواحدة نٌدخلها تحمل 15 ألف لتر ماء للمخيم الواحد تكفي كامل 500 أسرة فيه لمدة أسبوع، إلى جانب حليب الأطفال ومستلزمات الرضع، والنقاط الطبية والأدوية، ونتيح متابعة الأنشطة على الأرض من خلال الزيارات الميدانية كما تم لـ 8 مخيمات تم بنائها حتى الآن، ونعرض كل تنفيذاتنا بشكل دوري عبر منصات التواصل الاجتماعي بجميع اللغات”.

ديناميكية سريعة لمواكبة حجم الكارثة
وعن جهود “لايف” منذ توقف الهدنة في مارس الماضي يضيف مصطفى محمد منسق مكتب ايف في مصر قائلا: ” نعمل على دعم الإنسانية في غزة منذ شهور عديدة، فما بين مارس – ابريل تم تقديم الطرود الساخنة والوجبات لـ 17,000 نازح، ودعم 200 طفل من أيتام دير البلح بالكفالات المالية والهدايا.
ومن مصر تم توفير الاغاثات العاجلة خلال الشهور الماضية، ففي مايو – يونيو تم توفير الإغاثة العاجلة لـ 76,000 نازح من سلال الطعام والوجبات الساخنة، وطرود العناية الشخصية ومستلزمات النساء، وطرود الأطفال الرضع والعناية بالحوامل وحديثي الولادة.
وفي شهر يوليو – أغسطس تم توفير الطعام والسلال الغذائية لـ 21,000 شخص، إلى جانب توفير 60,000 لتر من ماء الشرب يكفي لـ 12,000 شخص.
سبتمبر – أكتوبر تم توفير الوجبات الساخنة لـ 5,000 من العائلات النازحة، وتوفير السلال الغذائية الكبيرة لـ 4,000 عائلة، وتوفير الخضروات الطازجة لدعم التغذية الصحية اليومية لـ 4,000 عائلة، وتشغيل 33 صهريج مياه لضمان تزويد منتظم بمياه الشرب بـ 165.000 لتر ماء.
وخلال الشهرين الماضيين تم تسليم مخيمين جديدين لإيواء ما يزيد عن 15,000 أسرة نازحة، كما عملنا على توفير مياه الشرب والخضراوات الطازجة والسلال الغذائية التي تكفي ثلاثة أشهر، والوجبات الطازجة، إلى جانب توفير طرود مستلزمات النظافة والتعقيم والعناية الشخصية، وسلال الخضراوات الطازجة في شمال القطاع، وحفل توزيع مستحقات الأيتام لـ 1200 طفل.
فنحن نوصل التبرعات للمستحقين، طالما لدينا إمكانية كمؤسسة لا ندخر جهد، ولا مجهود، ولا وقت، ولا عرق للوصول لهذا النازح ومساعدته”.

زر الذهاب إلى الأعلى