الشيخ هارون سالم من علماء الأوقاف يفند حجج المشككين في القران
هذه أسباب نزول القرءان منجما وليس دفعة واحدة

كتب…نزار سلامة
بفضل الله يواصل فضيلة الشيخ هارون سالم زيدان من علماء الأوقاف الرد على شبهات المشككين واليوم بتناول ….
– الرد على من شكك من المشركين فى نزول القرءان منجما وليس جملة واحدة .
ويقول الشيخ هارون سالم …. هذه أول شبهة حول القرءان الكريم ….مبينا الأدلة حول كل من يشكك فى القرءان بهذا المثال …..
. القسيس الأميركي «علي قواتيمالا» الذى تحول من الديانة النصرانية إلى دين الإسلام بسبب أول أيتين بعد الفاتحة الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) .
ويتابع … قال الرجل . المتعارف عليه عند بداية أي كتاب يبدأ مؤلفه بالاعتذار في حصول التقصير في محاولة أن تُتقبل ما كتب من عبارات،
لكنى وجدت ثقة من صاحب الكتاب أنه لا ريب فيه ولا تناقض ولا خطأ ……….الخ
والذى قادنى للإسلام . أننى لو كتبت خطابا وقرأته فى الصباح لغيرت بعض كلماتى . ولو قرأته بعد شهور لغيرت بعض الجمل . ولو قرأته بعد سنوات لألقيته فى سلة المهملات . لتغير الظروف والأحوال فلا فائدة منه ..
و يؤكد الشيخ هارون بما أن هذا القرءان نزل من أكثر من 1400 عاما . ولم يتغير فيه شئ ولم يتعارض مع الحقائق العلمية الحديثة فهو كلام الله عز وجل ولا شك .
ولكن كيف رد القرءان على الشبهة .يوضح الشيخ هارون….
1 – نـزيل القرآن مفرقاً للرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى:{ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} (الفرقان:33) .
2- تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته، لما ينتابه من مشقة تبليغ الرسالة وما يلاقيه من عنت المشركين وصدهم، فكان القرآن ينـزل عليه بين الحين والآخر تثبيتًا له وإمدادًا لمواجهة ما يلاقيه من قومه، قال تعالى مبينًا هذا المقصد: {كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً} (الفرقان:32)،
3- تيسير حفظه على الصحابة الذين لم يكن لهم عهد بمثل هذا الكتاب المعجز، فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه، ولا نثراً يشبه كلامهم، وإنما كان قولاً ثقيلاً في معانيه ومراميه، فكان حفظه يحتاج إلى تريُّث وتدبر وتؤدة، قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً} (الإسراء:106) أي أنزلناه على فترات ليتيسر حفظه وفهمه ومن ثَمَّ العمل به..
4- ومن المقاصد التي أُنزل القرآن لأجلها مفرَّقاً، التدرج بمن نزل في عصرهم القرآن؛ فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد، وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك العادات..
. يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمر لم ينزل دفعة واحدة، بل كان على ثلاث مراحل،
. وفي قوله تعالى: {ونزلناه تنـزيلا} إشارة إلى أن نزوله كان شيئاً فشيئاً حسب مصالح العباد، وما تتطلبه تربيتهم الروحية والإنسانية، ليستقيم أمرهم، وليسعدوا به في الدارين..
5 – ومن مقاصد نزول القرآن مفرقًا – مسايرة الحوادث المستجدة، والنوازل الواقعة، فقد كان القرآن ينـزل على النبي صلى الله عليه وسلم لمواكبة الوقائع الجديدة، وبيان أحكامها، قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} (النحل:89)
ويقول عالم الأوقاف …..فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة الذي تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وحادثة الإفك، وقصة المجادِلة، وغير ذلك من الآيات التي نزلت بياناً لحكم واقعة طارئة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتوقف عن البتَّ في حكم مسألة ما حتى ينـزل عليه الوحي، من ذلك مثلاً قصة المرأة التي ورد ذكرها في سورة المجادلة، وكان زوجها قد قال لها: أنتِ علي كظهر أمي، فاشتكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ زوجها، فأمرها أن تتمهل ريثما ينـزل الله في أمرها حكماً، فنـزل فيها قول الله تعالى: {الذين يظاهرون منكم من نسائهم} إلى قوله: {والله بما تعملون خبير} (المجادلة: 2-3)، فكان فيما نزل عليه صلى الله عليه وسلم تقريرٌ شافٍ، وحكمٌ عادلٌ، لا يسع أحداً رده أو الإعراض عنه.
6 – وأخيراً، فإن من المقاصد المهمة التي لأجلها نزل القرآن مفرقاً الدلالة على الإعجاز البياني التشريعي للقرآن الكريم، وذلك أن القرآن نزل على فترات متقطعة قد تطول وقد تقصر، ومع ذلك فنحن لم نجد اختلافاً في أسلوب بيانه، ولا خللاً في نسق نظمه، بل هو على وزان واحد من أول آية فيه إلى آخر آية منه، وهذا من أهم الدلائل على أن هذا القرآن لم يكن من عند البشر بل هو تنـزيل من رب العالمين، قال تعالى: {كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} (هود:1) وقال سبحانه في حق كتابه: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد} (42).