لايف للإغاثة والتنمية في مصر: برامجنا المستدامة تشمل إعادة الطلاب لصفوفهم التعليمية ودعم الجامعات

 

متابعه / عادل الجرادي..

رغم الجهود الحثيثة لمحاولة تطوير التعليم في مصر، إلا أن منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر يناير 2025 فأكدت على وجود تحديات تواجه التعليم، أهمها نقص المعلمين، ومحدودية عدد الفصول الدراسية، والازدحام داخل الفصول، حيث إن هناك حوالي 250,000 فصل و843,490 معلماً فقط لرعاية 25,494,232 من الطلاب الذين يواجهون انخفاض الإنفاق الحقيقي على التعليم مقارنةً بالتضخم والدخل الوطني…

 

 

تواصلنا من الأستاذ مصطفى محمود منسق مشروعات مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development والذي يؤكد في بداية حديثة أن نسبة الأطفال الخارجين من التعليم 18% في الريف و12% في مناطق الحضر قائلاً: ” يخرج الأطفال من التعليم خاصة في محافظات جنوب مصر لأسباب عديدة أهمها اليتم وضيق الحال، مما يتسبب في خروج الأطفال إلى العمل المبكر وتزويج الفتيات، لذلك نعمل على دعمهم بكل جهد لإعادتهم إلى التعليم فيما هو في مصلحتهم ومصلحة تطور البلاد، وذلك للحد من نسبة الأمية التي وصلت هذا العام إلا حوالي 17% بشكل عام وسجلت أعلى نسب في محافظات الوجه القبلي مثل سوهاج (حوالي 25.1٪)، وبني سويف، الفيوم، المنيا، أسيوط”…

 

دعم الجامعات والكليات الطبية
ويستطرد قائلا: ” لذلك بدأت المؤسسة دعم التعليم في مصر في العام 2011 حيث كانت البداية بتوفير الكتب الدراسية لكليات جامعات أسيوط وأسوان، ودعم عودة الأيتام بتوفير الملابس والمستلزمات الدراسية كاملة، واستمر حتى العام 2018 لتشمل الكليات الطبية في جامعة سوهاج..

 

 

وفي هذا العام انتهت المؤسسة من تنفيذ مشروع عودة الأطفال لصفوفهم الدراسية من خلال دعم 500 أسرة فقيرة حيث قامت بتوزيع مستلزمات العام الدراسي الجديد (2025-2026) وذلك في إطار الحملة السنوية التي تنظمها المؤسسة، وذلك بهدف تمكينهم من بدء العام الدراسي وللمساهمة في تخفيف العبء على أسرهم خاصة الأيتام منهم، ولتوفير بيئة تعليمية داعمة وتشجيع الطلاب على التفوق والانخراط الصحي في المجتمع مستقبلاً، وقد شمل المشروع توزيع الحقائب المدرسية بمحتوياتها من الدفاتر وحافظة أقلام تحتوي على جميع مستلزمات الكتابة وأدوات الرسم، وحافظة طعام وعبوة ماء، والمستلزمات الأخرى الضرورية لكل طالب، وذلك في محافظات أسيوط وسوهاج وألمنيا وأسوان، حيث تم اختيار المتعففين عن طريق دراسة الحالات من الجمعيات والمؤسسات المحلية بهذه المحافظات، وقد واجهنا تحديات الوصول للقرى النائية الأكثر فقراً واحتياجا”..

 

بناء وتأهيل المدارس وإنشاء مراكز تدريب المعليمين
وتضيف فيكي روب مدير البرامج الوطنية والدولية بالمؤسسة أنهم يعملون لدعم التعليم وعودة الطلاب لصفوفهم الدراسية في 45 دولة حول العالم على مدار 34 عام، قامت خلالها بدعم مستمر لما يزيد عن 292 ألف طالب، وبناء وإعادة تأهيل المدارس، ودعم طلبة الجامعات بالكتب والمنح الجامعية وغيرها بنفقات بلغت حوالي 195 مليون دولار.
بدأت “لايف” نشاطها في دعم التعليم في العراق وأفغانستان وسيراليون بتوفير الكتب الدراسية لكليات الطب في الجامعات، وإنشاء 5 مراكز لتعليم الحاسوب والخياطة، إلى جانب توفير الأدوات الدراسية للطلاب، وإعادة تأهيل 6 من المدارس التي خرجت عن الخدمة، وإنشاء مراكز تدريب وتأهيل المعلمين.
وفي العام 2002 تم بدء بناء العديد من المدارس للأيتام أولها كان في جلال أباد ولاغمان، وفي العام 2006 بدأت “لايف” دعم المنح الدراسية لطلبة كليات الطب في باكستان والضفة الغربية والأردن، وفي عام 2008 تم بناء مدرسة للتعليم العالي في العراق ودعمها بكامل الاحتياجات الدراسية، ومدرستين في أفغانستان.
واستمرت “لايف” نشاطها بدعم التعليم في مصر ولبنان غانا والصومال وهاييتي وجواتيمالا في عام 2010 بدعم المنح الدراسية وتوفير كتب كليات الطب والصيدلة في الجامعات، وبناء 7 مدارس حتى عام 2013.

من مصر … مشروعات “لايف” التعليمية في مخيمات النازحين
وفي عام 2014 تم توسيع نشاط لايف ليضم سوريا والفلبين والولايات المتحدة 4 مدارس في العراق وبناء دورات المياه وتوفير مياه الشرب في 8 من المدارس المحتاجة، وفي العام 2018 بدأت “لايف” بتوفير الأثاث والمقاعد الدراسية للمدارس والجامعات، وبدأت نشاطها في كل من مالي واليمن وأوغندا وكندا والسنغال، هذا إلى جانب البدء في أنشطة دعم تعليم اللاجئين السوريين في سوريا الأردن ولبنان، إلى جانب المشروعات التعليمية في مخيمات النازحين.
ثم في الدومينيكان والبوسنة والمكسيك وبنغلاديش عام 2021 إلى جانب مشروع دعم التعليم العالي في سوريا وإعادة تأهيل 4 مدارس مع الملاعب الرياضية والمعامل.
ومع بدء الحرب في غزة عملت “لايف” على تأسيس أكاديمية “لايف” التعليمية التي ضمت 2,633 طالب ومشاريع الدعم النفسي للأطفال في الخيام التعليمية التي استفاد منها 900 طالب وطالبة عبر مصر ، إلى جانب بناء مدرسة في سوريا واستكمال مشروعات التعليم العالي.
وفي عام 2022 بدأت لايف نشاطها في كينيا وأثيوبيا والسنغال وجامبيا، ثم 2023 في إندونيسيا وساحل العاج وموريتانيا والنيجر، وما بين العامين الماضيين انضمت فرق “لايف” للعمل في نيجيريا وصومالي لاند وأثيوبيا وميانمار وتوجو وتنزانيا وماليزيا وسريلانكا.

 

مع توفير التعليم … الدعم النفسي للفقراء والأيتام
تواصلنا مع بعض الذين دعمتهم “لايف” للعودة لصفوفهم الدراسية خلال حملتها في مصر حيث تقول “س”: ” لفت نظري أن المؤسسة أعطت الأولوية للأسر ذات الأعداد الكبيرة من الأطفال، والأكثر فقراً، فأنا أرملة بالكاد أكفي احتياجات أطفالي، وأعاني بسبب إحساسهم بالنقص الدائم، ويمثل توفير هذه المستلزمات دفعة معنوية قوية لأطفالي ليسعدوني بالنجاح والتفوق”.
ويضيف محمود 11 عاماً: ” خرجن من التعليم منذ عامين بعد وفاة أبي، وخرجت للعمل لأجل أخوتي البنات، دعم “لايف” أعادي لي الحياة حيث كنت أبكي وأنا أجد زملائي في المدرسة، وأنا لن أستطيع تحقيق حلمي بأن أكون طبيب جراح بسبب الفقر”.

توفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال
وعن أهمية دعم التعليم يضيف مصطفى محمود: “غياب الطلاب عن المدرسة لا يؤدي فقط إلى فجوات تعليمية عميقة، بل يهدد بتفاقم معدلات الأمية، التسرب المدرسي، وزواج القاصرات وعمالة الأطفال، فدعم عودة الطلاب إلى المدارس يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، حيث تعمل لايف على توفير بيئة تعليمية آمنة، مرنة، وشاملة، تدمج برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتراعي الفئات الأكثر هشاشة.
كما تُعد المنح الدراسية الجامعية من أهم الأدوات التنموية التي تسهم في دعم الشباب وتمكينهم في الدول النامية، فهي تتيح للطلاب من خلفيات اجتماعية واقتصادية محدودة فرصة الوصول إلى التعليم العالي، والذي غالبًا ما يكون بعيد المنال بسبب التكاليف المرتفعة، فنساهم في بناء رأس مال بشري مؤهل، ونعزز المساواة في الفرص بين الفئات المجتمعية، خاصة النساء والمجتمعات الريفية أو المهمشة، كما يعزز سد الفجوات في التخصصات الحيوية كالصحة، التعليم، والهندسة، ويقلل من هجرة الأدمغة عند توافر بيئات عمل مناسبة بعد التخرج، وتحقيق التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف التعليم العالمي العادل والمنصف”.

زر الذهاب إلى الأعلى